روائع مختارة | قطوف إيمانية | الرقائق (قوت القلوب) | في نفس المكان موعدنا...

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > الرقائق (قوت القلوب) > في نفس المكان موعدنا...


  في نفس المكان موعدنا...
     عدد مرات المشاهدة: 2878        عدد مرات الإرسال: 0

هؤلاء المنافقات! يدّعين حبي والتنافس على صداقتي والرغبة في كسب ودّي، ومن خلفي يُثِرن حولي الشكوك والشبهات، وينقلن عن لساني ما قلته وما لم أقله!

ما أبشع النفاق! لهذا سمى رسولنا صلى الله عليه وسلّم المنافق بذي الوجهين!

المشكلة هي صديقتي ورفيقتي التي أحبها وأشتاق إليها إن غابت يوماً واحداً عني! صديقتي التي عاونتها وما زلت في الدروس والواجبات، صديقتي التي دافعت عنها عندما اتُّهمتْ بالخيانة والغش، صديقتي التي تفهمني وأفهمها وأحب تفكيرها ومنطقها، وكم ردّدتْ هي ذلك أيضاً!

ما الذي حدث يا حَلا؟ لماذا صدّقتِ تلك الفِرية ضدّي؟ أعرفهن هؤلاء النمّامات المغتابات المنافقات، فلا أهتم لهن ولا أُلقي لأيٍّ منهن بالّا.. أنت التي تهمّيني فقط، أنت صديقتي وأختي ورفيقة سنواتي وشهوري وأيامي، بل إنني لم أسجّل في تلك المدرسة إلا من أجلك رغم بُعدها عن منزلنا!... من أجل صداقتنا ومن أجلك تحدّيت والديّ وأصرَرْت على موقفي ونجحت في أن أكون معك في المدرسة نفسها...

كيف أستطيع ألّا أراك غداً؟ لن أجلس في مكاني أنتظرك كما في كل يوم، بل سأغيِّره وأجلس مع غيرك، فأنتِ لا تستحقين صداقتي! نعم، نقلَت الكاذبات المنافقات لك عني كلاماً فصدّقتِه! وصدَدْتني بقسوة عندما جئتُكِ مشتاقة نتشارك الفطور والحديث والأفكار والسعادة والألم! هل أنت حزينة مثلي؟ هل تفكرين بي؟ أم طويتِني كصفحة قديمة وقررتِ التخلص منها في أقرب سلة مهملات؟

كفاني تفكيراً وتألماً.. عليّ أن أنام، وفي المدرسة غداً سأجلس وحيدة ولن أتحدث مع أحد حتى أنت يا حَلا!

اللهم إني أسلمتُ نفسي إليك ووجهتُ وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأتُ ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا مَنْجا منك إلا إليك، آمنتُ بكتابك الذي أنزلت ونبيك الذي أرسلت..

لكن هذا الدعاء الجميل علّمتْني إياه حَلا، فكيف أُنكر فضلها ومعروفها في مواقف كثيرة من حياتي؟ كيف أُنكر أنها هي مَن جعلني ألبس الحجاب، وهي من خلّصني من الغباء الذي كنتُ أمارسه تقليداً للشياطين ولفتاً للأنظار! هي التي رأت تلك الجروح التي في يدي وبقيت إلى جواري تواسيني وتنصحني وتحضر لي الهدايا وتُشعرني بإهتمامها وصداقتها وقلقها عليّ، حتى تخلصت من تلك العادة، وكل من رآني وقتها نفر مني وإعتبرني إنسانة غير طبيعية.. هي التي قالت لي: أعطاك الله عينيْن جميلتيْن وشَعراً جميلاً وقامة سوية وبشرة رقيقة ناعمة ليس فيها برَص ولا مرض، أهكذا نكافئ نِعمَ الله؟ بتشريط اليدين وإسالة الدماء منهما؟ أهكذا يكون شكر المنعِم المتفضِّل؟ تخيّلي لو أنّ الله سلب منك هذه النعمة وأُصبت بالبرص مثلاً أو أي مرض جِلدي لا علاج له! تخيلي لو تقدم لخطبتك شخص ما، ورأى آثار التعذيب هذه على يديك... سيخاف من سلوكك ويهرب! ووالدتك المسكينة، ألم تفكري في ألمها ومُصابها فيك؟ أهذه مكافأة الوالدين وبِرّهما؟ أن نسبِّب لهما الحزن والوجع والتفكير والمرض؟

كانت حَلا كبيرة... أكبر من عمرها في نُصحي وتوجيهي، وأهم ما في نُصحها أنه كان ممزوجاً بالحب والأخوّة!

سأسامحك يا حلا، وأتحدث معك غداً، حتى دون عتاب!

نعم، الآن يمكنني النوم.

رسالة؟ غالباً هي مِنْ...؟ نعم كما توقعت، هي من حلا: صديقتي وأختي سيرين، أخطأت حين صدقتهن، موعدنا غداً في المكان نفسه يا صديقتي.

الكاتب: إيمان شراب.

المصدر: موقع منبر الداعيات.